الأحد، 1 يونيو 2014

بيان المؤتمر التاسع للمجلس العالميّ للغة العربيّة
اللغة العربية: أسباب التعثر ومحاولات النهوض
افتتح المجلس العالميّ للغة العربيّة مؤتمره التاسع بتلاوة آيات كريمة من القرآن العظيم، ثم وقف الحاضرين لسماع النشيد الوطني اللبناني.
بداية رحب عريف الافتتاح الأستاذ زكريا عميرات بوزير البيئة الأستاذ محمد المشنوق والسادة الحاضرين،
الوزير المشنوق قال: "تحية من أمّ الشرائع وعاصمة الكتب والمطابع التي جمعت الإخوة والأشقاء سعيا لاحتضان المؤتمر التاسع للغة العربية.....تحية من بيروت ملؤها المحبة والتقدير من حكومة المصلحة الوطنية، ومن الرئيس تمام سلام إلى كلّ فرد من الحاضرين، فنحن مثلكم جميعا نتمسك بلغتنا العربية وبالوطن". ولفت معاليه إلى أنّ اللغة وعاء الفكر "والوسيلة التي بواسطتها تنتقل المعرفة وتتناقل الحضارات، فلكلّ شعب لغته، واللغة القوية هي ثمرة الأمّة القوية"، وأضاف إن العرب يمتلكون إرثا عريقا بواسطة لغة غنية، وما من عربي إلا ويفتخر باللغة العربية".
ورأى الوزير أن اللغة العربية بألف خير ولا تشكو ضعفا، وبعض العرب يعرف كانت وهيجل أكثر مما يعرفهما الألمان... هل تناسى الباحثون عن التعثر أن شعار الثورة الفرنسية مستورد من القول المأثور لسيدنا عمر "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا.
وختم متسائلا ومجيبا : كيف تنهض اللغة ؟ "أنا أعتقد أن اللغة العربية لغة حيّة تستطيع مواكبة كلّ شيء.... وإن كنتم تريدون لغة قوية وناهضة فابنوا دولة قوية وناهضة فتنهض الدولة وتنهض اللغة".
كلمة المشاركين ألقتها رئيسة تحرير مجلة العربيّ والأستاذة في جامعة الكويت الدكتورة ليلى خلف السبعان
ومما جاء في كلمتها: "نرحب بالمشاركين الكرام وتحية تقدير للباحثين الضيوف من خارج لبنان، ولكلّ الشخصيات، وأرى لزاماً عليّ أن أثني على رئيس المجلس العالميّ للغة الدكتور الشيخ عبد الناصر جبري, والإخوة المعدّين". وأضافت: برغم كلّ المعوقات ووبرغم كلّ الظروف فإن الملتقى يعقد سنويا في لبنان العزيز، ويحضره الكثير، والنقطة الثانية عندي هي حرص المجلس العالميّ للغة العربيّة على التواصل مع كلّ المؤسّسات الثقافية في العالم العربي. فلدينا من الوطن العربي أكثر من اثنتي عشرة دولة عربية يسهم باحثوها في أعمال المؤتمر. وختمت: "التعثر أمر واضح وأنا ألمس هذا في طلابي في جامعة الكويت، الاعتراف بالواقع هو أولى الخطوات الجيدة".
كلمة الضيوف ألقاها الدكتور صابر عبد الدايم يونس من مصر، وقد توجه ابتداء بالشكر والتقدير للبنان، "البلد العظيم في دفاعه عن تراث العربية، والشكر موصول لضيوف هذا المؤتمر والمشاركين فيه، وبرعاية معالي الوزير محمد المشنوق". وأضاف: إنّ موضوع المؤتمر يأتي مواكبا لطقس القلق والصراع الذي تعيش فيه أمّتنا، حيث نحاول النهوض من التعثر. إن واقعنا اللغوي جزء من هذا الطقس، وحين نستحضر سبل النهوض فإنها تستعصي على الزوال، فاللغة قاومت كلّ المحاولات، وما زالت محتفظة بتنسيقها وجمالها، متجددة وناشطة.... اللغة العربية لسان فمن تكلم العربية فهو عربي. قال عمر رضي الله عنه : "تعلموا العربية فإنها من دينكم". وأشار الدكتور عبد الدايم إلى ضرورة حشد الجهود لاستعاده مجد اللغة، والتكاتف للنهوض بلغة الحياة والسياسة والعلم والشريعة، فمصير الشعوب قد أصبح رهنا بمصير لغتها القومية.
بعدها قدّم الباحث الدكتور علي عون باسم رئيس جامعة طرابلس في ليبيا درعا تقديرية وشهادة وفاء باسم الدكتور عبد الرحمن عطبة المحتفى به، رحمه الله تعالى. وقام بتسلُّم الدرع والشهادة نيابة عن أسرة العلامة عطبة رئيس المجلس العالميّ للغة العربية الدكتور عبد الناصر جبري، نظرا لعدم تمكن أسرة المحتفى به من الحاضرين من مدينة حلب بسبب الأوضاع المأسويّة الراهنة في سورية.
وألقى رئيس المجلس العالميّ للغة العربية الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري كلمة المجلس، فرحب فيها براعي المؤتمر الوزير محمد المشنوق والسادة الحاضرين، وقال: "يسعدنا أن نلتقي في مؤتمرنا التاسع ذكرى رجل قد رحل، كان مع كبر سنه لا ينقطع عن مجالسنا، ويحثنا على متابعة المسير، هو واحد من مؤسسي المجلس العالميّ، نسأل الله أن يعيننا على تربية جيل يحمل هذه المعاني الكبيرة... مؤتمرنا ينعقد بمشاركة خمس عشرة دولة عربية وأوروبية، وسنناقش موضوعا مهما، تُعقد فيه ندوات علمية، ونحن في وقت نشعر فيه أكثر من أي وقت مضى بالخطر الذي يهدد أمننا ووطننا".
وأضاف: "لا يمكن أن نسمح بالذوبان في ثقافة وهويّة الآخر". وأكد أن اللغة العربية هويّة الأمّة وحضارتها، ورمز تراثها وعنوان وجودها، وأوضح أنّ هدف الصهيوأمريكية هو بث الفوضى ونشر الفساد في أمّتنا, فهم يريدون سحق الإنسان لأجل انتصار الثقافة المادية التي تعتمد على غطرسة القوة، وتحكم الثروة والوفرة في عمل الإنسان ونجح أعداؤنا في أن يضعوا أمّتنا في موضع التبعية، والتأثر وتسريب حملة من الرؤى والمفاهيم التي تغزونا فكرياً، وتجرنا للفتنة والاقتتال الداخلي، الموقف دقيق يحتاج إلى وقفة جادة لإعداد العدة لابتكار الخطط والوسائل لتأكيد هويتنا. و لن نسمح للغتنا بأن تذوب أو تضعف، ولفت إلى أنّ وجود وجوه العلم أمثال السادة الحاضرين يعطي الأمل الكبير في النهوض, خاصة أنّ هؤلاء حضروا من بلدانهم على نفقتهم الخاصة وتجشموا عناء السفر، وفي ذلك دليل ساطع على عشق هؤلاء للغة العربية واستعدادهم للبذل من أجلها. وختم بتوجيه شكره للجنة المنظمة للمؤتمر، ولكلّ من حضره وشارك في نجاحه.
انتهت فعاليات الافتتاح بإشتراك معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية المجلس العالميّ في حفله تخريج الدفعة الحادية والعشرين من طلبة الإجازة (الليسانس).
ندوات المؤتمر
الندوة الأولى :
رأس الندوة الدكتور رفيق عطوي (رئيس لجنة المؤتمر)، وشارك فيها كلّ من الدكتور حسين يتيم رئيس مؤسسات المعهد العربي في لبنان ببحث عنوانه: "بحثا عن الأمّة في اللغة الأمّ"، والدكتور بشير فرج رئيس قسم اللغة العربية في جامعة بيروت العربية ببحث عنوان أسباب تعثر اللغة العربية، والدكتور علي عون من جامعة طرابلس في ليبيا ببحث عنوانه " كتاب في رحاب اللغة العربية للدكتور عبد الرحمن عطبة مثال للنهوض باللغة العربية".
ومما جاء في تقديم رئيس الجلسة الدكتور رفيق عطوي "اليوم نتذكر عزيزين كريمين من أعضاء المجلس العالميّ للغة العربية، عضو الهيئة التأسيسية الدكتور المكرم عبد الرحمن عطبة، وعضو الهيئة الإدارية المرحوم الدكتور عوض القوزي. ثم قدّم المتكلّم الأوّل الدكتور حسين يتيم
جاء في كلمة الدكتور حسين يتيم: "أنا أجيد لغة أمّتي وأحسن معها لغات أخرى ولكني أحاول البحث عن حال الأمّة في زمن التيه والضياع، وذلك لما يسر لي من معرفةٍ لمفاصل اللغة الأمّ". وأضاف: يقول علماء الاجتماع، بمن فيهم ابن خلدون، أنّ اللغة الأمّ هي في أصل الأمّة وفي عقلها وروحها ولسانها وكيانها, فالعربية هي ملح الجماعة في الجزيرة العربية والبلاد العربية..... والمجلس العالميّ للغة العربيّة يؤدي رسالة الأمّة فيقوم مقام الجامعة العربيّة النائمة، مبيناً الأخطار المحدقة باللغة الأمّ". وأثنى الدكتور يتيم على المجلس العالميّ، وقدّم التحية الكبرى لصاحب العقل النير الدكتور عبد الناصر جبري .
ورقة الدكتور بشير فرج جاء فيها: "يجب انشاء قنوات فضائية خاصّة بالأطفال والكبار لتعريفهم بلغتنا العربيّة، فهم أمل الأمّة وقادة المستقبل ويجب غرس حب اللغة العربيّة في أنفسهم".
الدكتور علي عون تكلم على حياة المرحوم الدكتور عبد الرحمن عطبة منذ ولادته حتّى وفاته، وتحدث أيضاً عن كتاب الدكتور عبد الرحمن عطبة : في رحاب اللغة العربيّة، شارحاً جوانبه ومواضيعه وأفكاره.
الندوة الثانية
رأس الندوة الأستاذ محمد بركات رئيس الشّرف في المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية- لبنان، وحاضر فيها كلّ من الدكور عبد الغني زهرة من مصر ببحث عنوانه " دور جامعة الأزهر فى النهوض باللغة العربيّة والحفاظ عليها" والدكتور عبد الكريم الأرناؤوط والدكتور أرمال باجا من ألبانيا ببحث مشترك عنوانه: " كتابة اللغة الألبانية بالأبجدية العربيّة"، والدكتور محمد يوسف ابراهيم القريشي والدكتورة أمل مهدي من العراق ببحث مشترك عنوانه "اللغة العربيّة السليمة وأثرها في الارتقاء بالأداء الجامعي"، وتغيب الدكتور محمد خليفة الأسود من ليبيا وكان أعد بحثا بعنوان " نحو منهج موحد في تعليم اللغة العربيّة لغير الناطقين بها".
رئيس الندوة الأستاذ محمد بركات قال: "لغتنا حية بفضل الله عز وجل الذي أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين".
الدكتور عبد الغني زهرة من جامعة الأزهر في مصر تطرق في ورقته إلى دور جامعة الأزهر في النهوض باللغة العربيّة والحفاظ عليها .
ومما جاء في الورقة: "الأزهر منذ نشأته قبل أكثر من ألف عام اهتم باللغة العربيّة، بفروعها وألوانها كافة، وتم تخصيص كلّيات مستقلة في اللغة العربيّة بعد تطور التعليم في جامعة الأزهر....وللأزهر نصيب كبير في الحفاظ على اللغة العربيّة
قدّم الدكتور عبد الكريم الأرناؤوط رئيس جمعية صوت الأرناؤوط العالميّ للثقافة شكره باسم صوت الأرناؤوط للمجلس العالميّ للغة العربيّة لسماحهم بالتحدث عن الحضارة الألبانية.... وأضح أنه كان للألبان ثقافة خاصة، ولكن لم تكن لهم أبجدية خاصة، في القرن السابع العشر, بدأت بلاد الأرناؤوط تشهد انتعاشا في الاقتصاد، وبعد سيطرة الشيوعية حاولوا طمس الهويّة العربيّة لبلاد الآرناؤوط (البانيا والبلقان)، والأرناؤوط اليوم متمسكون باللغة العربيّة ويعملون على نشرها لأنها تمثل حضارتهم.
وجاء في بحث الدكتور محمد يوسف ابراهيم القريشي "هناك أصوات ترتفع للتخلي عن اللغة الفصحى وإعلاء اللهجات العامّية .... وأن التقليل من شأن اللغة العربيّة وامتهانها هو من أهم أسباب ضعفها، وكذلك الجهل بقواعد النحو والصرف، والكثير يردد أن اللغات العالميّة مهمة وحتى لو كانت على حساب اللغة العربيّة وهذا لغط كبير. وأضاف: أنه من الضروري جدا أن تكون اللغة العربيّة تستعمل بشكل سليم في المخاطبات في الجامعات وفي اليونسكو.
الندوة الثالثة
ترأسها الدكتور جوزيف الياس أمين سرّ المجلس العالميّ للغة العربيّة، وحاضر فيها كلّ من الدكتور محمد عبد السلام العجمي من مصر ببحث عنوانه " دور المدرسة الابتدائية في النهوض باللغة العربيّة"، والدكتورة مريم حمزة من الجامعة اللبنانية ببحث عنوانه " العربيّة ومناهج التعليم الجامعي"، والدكتورة فوزية ديراني من جامعة العلوم الإسلامية العالميّة في الأردن وبحثها بعنوان " الأداء اللغويّ في المواقع الإلكترونيّة العربيّة بين الواقع والمأمول".
تكلّمت الدكتورة مريم حمزة في ورقتها عن تكاثر الدخيل من اللغات وتسارع الألفاظ الدخيلة إلى اللغة العربيّة، وأسفت لحال جامعاتنا التي تستقبل الكثير من الطلبة الذين يفتقرون إلى أبسط قواعد اللغة العربيّة، وإقبالهم الكبير عليه هو بسبب فشلهم في الاختصاصات الأخرى؛ ورأت أن المشكلة تعود تاريخيا إلى حملات التنصير التي حاولت طمس لغتنا العربيّة.
الدكتور محمد عبد السلام العجمي من مصر افتتح كلمته بقوله: اللغة العربيّة تقيم الروابط وتعمق الاتصال بين أبنائها، اللغة العربيّة ساندت الإسلام واستندت إليه، حملته وحملت به، نالت بالإسلام عالميتها، اللغة هي المقوم الأساس وركن أصيل من أركان الهويّة الإسلامية، هي لغة العلم والثقافة، لغة الفكر والابداع، لغة العلاقات والقيم والعلوم والآداب".
وأوضح العجمي أن اللغة هي رمز علو الأمّة ورفعتها، فقدرها كبير ومكانتها عظيمة، لكن هذه اللغة تتعرض لحرب شعواء، وهذه الحرب مليئة بالتحديات التي تحمل في طياتها محاولة النيل من الإسلام لإضعافه ومحوه عن طريق طمس اللغة العربيّة.
الدكتورة فوزية ديراني بينت تراجع الكتابة في معظم المواقع الإلكترونية الرسمية، وهذا يشكل خطراً على حرمة اللغة العربيّة، ثمّ أوضحت أن وسائل الإعلام الحديثة، ومنها الصحافة، تحظى بمتابعة يومية, فهو يجعلها من أبرز الوسائل التي تؤثر في الوعي والثقافة. وأن العولمة تعمل على إضعاف اللغة العربيّة بشكل قصدي، وهناك اتجاه للكتابة بالأحرف اللاتينية في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلينا الاعتراف بضعف الناطقين باللغة العربيّة بشكل عامّ، وهناك دعوات لنشر العامية عوضاً عن الفصحى .
يوم الخميس 1/5/2014
الندوة الأولى
ترأسها الدكتور مصطفى الجوزو – الأستاذ السابق في الجامعة اللبنانية. وشارك فيها كلّ من الدكتورة ليلى خلف السبعان رئيسة تحرير مجلة العربي من الكويت ببحث عنوانه " اللغة العربيّة والإعلام في المؤسسات الثقافية" ، والدكتور جوزيف الياس الأستاذ السابق في الجامعة اللبنانية، ببحث بعنوان "لغة الإعلام المرئي والمسموع"، والدكتور محمد ضيف الله الشماري من جامعة صنعاء في اليمن وجاء عنوان بحثه " واقع اللغة العربيّة في الإعلام المرئي اليمني (القنوات الفضائية اليمنية)".
ومما جاء في ورقات المتكلّمين:
الدكتورة ليلى خلف السبعان - الكويت:
رأت الدكتور السبعان أنّ معظم وسائل الإعلام العربيّة لا تلتزم بقواعد اللغة العربيّة الفصحى.... ويجب نبذ الفرقة والنزاعات اللغوية وأن نجتمع ونحدد أهدافنا وأصول لغتنا، ثمّ أوضحت أن الوسيلة الأولى لنقل المعلومات يجب أن تكون اللغة العربيّة. فهناك جيل من الشباب يتحدث بمستويات متعددة تخالف فصاحة اللغة وخاصة في المجلات والصحف.
الدكتور جوزيف إلياس ذكر أن هناك المئات من السقطات والأخطاء اللغوية الفاحشة التي تنتشر في وسائل الإعلام وبخاصة المرئي والمسموع..... ويجب أن تصمد لغتنا الفصحى أمام إغراءات الحداثة المعاصرة.
ورأى أنّ العربيّة الفصحى ليست صعبة ولا معقدة، وهي لغة معربة، والإعراب سر جمالها. وضرب بعض الأمثلة عن أخطاء المذيعين في التذكير والتأنيث والإضافة، وأوضح أن سبب الضعف هو عدم الرجوع إلى مصادر اللغة العربيّة.
الدكتور محمد ضيف الله الشماري تحدث عن بعض مميزات الإعلام اليمني المرئي، وضرب الأمثلة التي تبين أصالة اللغة وأهميتها في اليمن. وختم بأنّ التحرر الإعلامي لا يناقض الالتزام بأصالة اللغة العربيّة شرط أن يكون الهدف أن تبقى اللغة العربيّة لغة الإعلام الأولى".
الندوة الثانية
ترأستها الدكتورة ليلى خلف السبعان، وحاضر فيها كلّ من الدكتور محمد عادل عبد العزيز الأستاذ في جامعة الأزهر - مصر ببحث عنوانه "استخراج المعاني الحقيقية لألفاظ القرآن من القرآن الكريم ذاته، والدكتور مصطفى الجوزو الأستاذ السابق في الجامعة اللبنانية – لبنان, وجاء عنوان بحثه "النهوض باللغة العربيّة رهين القرار السياسيّ"، والدكتور يحيى المهدي الأستاذ في جامعات اليمن. وبحثه بعنوان "تعريب لغة التعليم الجامعي بين معطيات الواقع ومستلزمات الضرورة"، والدكتور رياض عثمان الأستاذ في الجامعة اللبنانية وجامعة الجنان في لبنان ببحث عنوانه " الأمن اللغوي: مسؤولية الأفراد أم السلطات؟"
الدكتور يحيى المهدي ذكّّر بأهمية تعريب لغة التعليم الجامعي، ورأى أنه في العصر الذهبي استطاعت اللغة العربيّة استيعاب كلّ اللغات والثقافات، وأبدى استياءه من حال الحكومات العربيّة بقوله:" لا يوجد قرار سياسي حازم يدعم اللغة العربيّة، ولا يوجد اهتمام بتراثنا العربي". ودلّ على خلل واضح في المناهج الدراسية. وختم بالتنبيه لضرورة التعليم للحفاظ على قومية الأمّة وتراثها، وأهمية تأليف المعاجم في جميع مجالات اللغة العربيّة.
الدكتور محمد عادل عبد العزيز أوضح أن القرآن الكريم يشرح ألفاظه بنفسه، وضرب أمثلة على ذلك. واعتبر أنه لا ترادف في ألفاظ القرآن الكريم وكلّ لفظ يشرح بكلمة أو بجملة أو أكثر. وختم ببيان أهمية القرآن الكريم, فهو أساس اللغة العربيّة وحاميها، والاهتمام به هو اهتمامٌ بلغتنا وتراثنا.
الدكتور رياض عثمان رأى أنّ الأمن اللغوي مصطلح ينطلق من مخاوف عالمية, وهناك ما يقارب نصف لغات العالم مهدد أمنها. وختم: "هناك دعوة من الشبكات الاجتماعية لنشر اللغة البيضاء وهي تهدف لدمج اللهجات بالفصحى، وهذا يضر باللغة ويضيّعها".
الدكتور مصطفى الجوزو رأى أنه بفضل الإسلام انتشرت العربيّة وتطورت بجوانبها كافة، ولكن الأعاجم ما لبثوا أن سيطروا على تراثنا وحضارتنا. وتحدث عن تاريخ اللغة العربيّة في مراحل تطورها ومراحل تعثرها. وأشار إلى وجوب كتابة أسماء السلع والمحال والمواد الغذائية كلّها باللغة العربيّة، وختم بأن هناك دعاوى كثيرة لتبسيط المعاجم وقواعد اللغة، وهذه دعاوى تحمل وراءها مؤامرات لتضييع هيبة اللغة.
الندوة الثالثة
ترأستها الدكتورة مها خير بك الأستاذة في الجامعة اللبنانية، وحاضر فيها كلّ من الدكتور يعقوب جيولك عميد كلّية اللغة العربيّة في جامعة أنقرة في تركيا ببحث عنوانه "مستقبل اللغة العربيّة في تركيا الجديدة ومناهج التعليم في العهد الجديد"، والدكتور عماد غنوم الأستاذ في الجامعة اللبنانية ببحث عنوانه " اللـغـــــة العربيّة ذات اتجاهات ثقافية"، والدكتور فهد سالم الراشد من الكويت وهو مدير الثقافة في المنظمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) من الكويت وكان عنوان بحثه "أزمة اللغة العربيّة بين الحقيقة والوهم"، والدكتور أحمد مبلغي رئيس جامعة المذاهب في طهران وبحثه بعنوان "اللغة العربيّة بين التعثر والنهوض عند غير الناطقين بها"
الدكتور يعقوب جيولك شرح تاريخ تركيا بشكل مختصر وحالها مع اللغة العربيّة، مبيناً نقاط التواصل بين العرب والأتراك، وذلك بسبب انتشار الإسلام حيث إنّ اللغة العربيّة هي لغة القراّن، وقال "تركيا تهتم باللغة العربيّة لأنها الوسيلة للتواصل بين الأتراك والعرب"، وأشاد بدور الدولة التركية التي تشجع اللغة العربيّة، وتقدم منحا وجوائز للمبدعين في اللغة العربيّة.
الدكتور عماد غنوم رأى أن اللغة العربيّة تتراجع في حياتنا أمام اللغات الأخرى وذكر أمثلة منها أن واجهات محالّنا بأسماء أجنبية، وعلامات طلابنا متدنية في اللغة العربيّة. وشدد على خطر تدريس اللغات الأخرى في مراحل رياض الأطفال . وعرج على النحو العربي وما يشاع عن تعقيده نافيا ذلك مشيرا إلى أن النحو درسه الأقدمون وأبدعوا فيه رغم بساطة الأدوات المتاحة بين أيديهم.
الدكتور فهد سالم آل الراشد رأى أن اللغة العربيّة هي حاضنة اللغات، حيث تعاملت مع اللهجات العامية واللهجات الدارجة، واستطاعت احتواء بعض كلمات اللغات الأجنبية وضرب بعض الأمثلة. وأشار إلى وجوب فتح المجال للطلبة في التعبير عن آرائهم وطرح مشاكلهم مع اللغة.
الدكتور أحمد مبلغي رأى أنّ اللغة العربيّة تتميز بكثير من الميزات، فاللغة العربيّة لغة تأثير وتأثر, ولغة أصالة وتفاعل. وشدد على أهمية اتباع المنهج الأكاديمي في التعامل مع اللغة، وختم بأنه يجب عصرنة اللغة العربيّة مع المحافظة على تراثنا السامي، ويجب أن تدخل اللغة في العلوم كافة كي تستوعب المجالات كافة.
الجلسة الختامية والتوصيات
تكلّم فيها كلّ من رئيس المجلس العالميّ للغة العربيّة الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري ورئيس لجنة المؤتمرات الدكتور رفيق عطوي. فأكد جبري ترحيبه وشكره للضيوف والباحثين، ولكلّ من ساهم في نجاح المؤتمر من إداريين وفنيين وإعلاميين وصحافة، وأكد متابعة مسيرة العمل في المجلس العالميّ للغة العربيّة رغم المصاعب والعقبات.
الدكتور رفيق عطوي أكد ثقته باللغة العربيّة وأهلها، وقدّم شكره للباحثين والضيوف والمشاركين في جلسات النقاش والحوار داخل قاعة الندوات، ثم عرض للتوصيات التي كان المشاركون في المؤتمر قد اقترحوها، وذكر أن بعض هذه التوصيات تم استبعادها لأن المؤتمرات السابقة ذكرتها، وحتى لا يكرر المؤتمر نفسه بتوصيات مكررة، أعيدت صياغة التوصيات، التي سيتم حملها لمراكز القرار في البلاد العربية ونشرها في وسائل الإعلام، وجاءت على النحو التالي:
1- الدعوة إلى وضع تشريعات صارمة لحماية اللغة العربيّة .
2- الدعوة إلى وضع برامج وعقد دورات لرفع الكفاءة اللغوية لجميع العاملين باللغة العربيّة.
3- دعوة المجمعات والمراكز التي تعنى باللغة العربية إلى توليد مصطلحات عربية حديثة تساعد على فهم الاقتصاد العالميّ.
4- المحافظة على اللغة العربيّة عند استخدام اللغات الأجنبية .
5- وضع برنامج سنوي لندوات شهرية موضوعها خدمة اللغة العربيّة .
6- تسليط الضوء على مصطلح الأمن اللغوي والتحذير من استخدام الإعلان بالعاميّة في الشوارع .
7- الدعوة إلى توحيد جهود المجامع اللغوية العربيّة.
8- وضع جوائز للأجانب الذين يهتمون باللغة العربيّة.
9- تبني اتحاد الجامعات العربيّة ميثاق شرف لجعل اللغة هي لغة المخاطبات والبحث.
10- أن تقوم أقسام اللغة العربيّة في الجامعات بإصدار نشرات دورية تتضمن الألفاظ الدخيلة على العربيّة وتوزيع هذه النشرات على الأقسام العلمية
11- التشديد على تعزيز اللغة العربيّة في كليات ومعاهد الإعلام العربيّة.
12- تنشيط حركة الترجمة من العربيّة إلى اللغات الأجنبية.
13- عدم الاعتماد على المؤسسات الرسمية العربيّة في تنفيذ التوصيات وسواها.
ختم المؤتمر جلساته على أمل اللقاء مجددا في مؤتمر المجلس العالميّ للغة العربيّة العاشر بحول الله وقوته.
المؤتمر التاسع
المحرر الإعلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق