الثلاثاء، 23 دجنبر 2014

صحف ابراهيم واموسى
من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم

عن أبي ذر  قال : قلت يا رسول الله : ما كانت صحف إبراهيم ؟
قال : كانت أمثالا كلها ..
أيها الملك المسلط المبتلى المغرور ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، و لكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها و إن كانت من كافر .
و على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات :
 فساعة يناجي فيها ربه ،
و ساعة يحاسب فيها نفسه ،
و ساعة يتفكر فيها في صنع الله عز و جل ،
و ساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم و المشرب.
و على  العاقل ألا يكون ظاعنا إلا لثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم .
و على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه، و حافظا للسانه، و من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
قلت يا رسول الله ، فما كانت صحف موسى عليه السلام ؟
قال : كانت عبرا كلها ..
عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح ،
عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك،
عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب ،
عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها ،
عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل .
قلت : يا رسول الله أوصني ؛
قال : أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله .
قلت : يا رسول الله زدني ؛
قال :عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض و ذخر لك في السماء .
قلت : يا رسول الله زدني ؛
قال : إياك و كثرة الضحك ، فإنه يميت القلب ، و يذهب بنور الوجه.
قلت : يا رسول الله زدني ؛
قال : عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي .
قلت : يا رسول الله زدني ؛
قال : أحب المساكين و جالسهم .
قلت : يا رسول الله زدني ؛
قال : انظر إلى من هو تحتك، و لا تنظر إلى من هو فوقك ، فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عليك .
قلت : يا رسول الله زدني ؛
قال : قل الحق و إن كان مرا .
قلت : يا رسول الله زدني ؛
قال : ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ، و لا تجد عليهم فيما تأتي ، و كفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك و تجد عليهم فيما تأتي .
ثم ضرب بيده على صدري فقال : يا أبا ذر ، لا عقل كالتدبير و لا ورع كالكف و لا حسب كحسن الخلق.

رواه ابن حبان في صحيحه ، و الحاكم ، و قال صحيح الإسناد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق